النورس مدير الموقع
المشاركات: : 595 تاريخ التسجيل : 26/01/2010 الموقع : السعودية العربية
| موضوع: رد: فضيلة الشيخ الشعراوي رحمه الله 5th سبتمبر 2013, 2:50 am | |
| - النورس كتب:
وكان فضيلة الشيخ الشعراوي رحمه الله , يرد ذات مرة على سؤال احد الصحفيين الحزبيين , عن سبب عدم انضمامه لحزب ديني فأجاب: " لأن الانتماء إلى حزب ديني ليس من ركائز الإسلام ولا يضير إسلامي شيء إن لم أنتمى إلى هذا الحزب. فأنا مسلم قبل أن أعرفكم وأنا مسلم قبل أن تكونوا حزباً وأنا مسلم بعد زوالكم ولن يزول إسلامي بدونكم ، لأننا كلنا مسلمون، وليسوا هم وحدهم من أسلموا. - لأنني أرفض أن انتمي إلى حزب يستجدي عطفي مستنداً على وزعي الديني قبل أن يخاطب عقلي. - هو حزب سياسي قبل أن يكون ديناً وهو يمثل الفكر السياسي لأصحابه ولا يمثل المسلمين. - لأنني أرفض أن استجدي ديني في صندوق انتخاب، فديني لا أستجديه من غير خالقي، و"أتمني أن يصل الدين إلى أهل السياسة.. ولا يصل أهل الدين إلى السياسة". فإن كنتم أهل دين، فلا جدارة لكم بالسياسة وإن كنتم أهل سياسة فمن حقي أن لا اختاركم ولا جناح على ديني."
اذا فان السياسة لا دين لها وإن دخول الدين في السياسة شر على السياسة ، وشر على الدِين نفسه. فالسياسة تتبع المنفعة حيث كانت , والمنفعة انواع عدة : المنفعة المادية، والمنفعة الحزبية أو القومية، او العائلية والمنفعة الآنية، وترى أن المصلحة المادية العاجلة فوق الدين ومبادئه ، وأن (الله) وأمره ونهيه وحسابه، لا مكان له في دنيا السياسة.
والمنفعة تفصل السياسة عن الأخلاق ، وترى أن (الغاية تبرِّر الوسيلة)، وهي نفس النظرية التي يبرِّر بها الطغاة والمستبدون مطالبهم وجرائمهم ضد شعوبهم ، وخصوصا المعارضين لهم ولحكمهم ، فلا يبالون بضرب الأعناق، وقطع الأرزاق، وتضييق الخناق، بدعوى الحفاظ على أمن الدولة، واستقرار الأوضاع !! إلى آخر المبرِّرات المعروفة.
فالخلاصة اذا : أن البشر لا يصلح لهم إلا سياسة تضبطها قِيَم الدِين وقواعد الأخلاق، وتلتزم بمعايير الخير والشر، وموازين الحق والباطل.وهذا قل ما تجده في عالمنا اليوم!
فالدِّين الحق إذا دخل في السياسة, دخل دخول المُوجِّه للخير، الهادي إلى الرشد، المبين للحق، العاصم من الضلال والغي .فهو لا يرضى عن ظلم، وهو لا يتغاضى عن زيف، ولا يسكت عن غي، ولا يقر تسلط الأقوياء على الضعفاء، ولا يقبل أن يعاقب السارق الصغير، ويكرم السارق الكبير!!
| |
|